تشمل الأعراض المعتادة العطش والتبول المتكرر والإرهاق. ومع ذلك ، غالبًا ما يكون لهذه الأعراض أسباب أخرى غير مقلقة. كثير من الناس يعانون من مرض السكري دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يعرفوا أنهم مصابون به. هذا هو السبب في أنه من المهم جدًا أن يخضع الأشخاص لاختبارات الفحص إذا كانوا معرضين للخطر.
يتسم داء السكري بارتفاع معدل الجلوكوز (السكر) في الدم إلى مستويات أعلى من الطبيعية. كما أنه يتسم بنقص الأنسولين النسبي أو الكامل. ويعزى ذلك إلى عدم إفراز البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو عدم فعالية الأنسولين الذي ينتجه. يتحكم الأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس، عادةً بمعدلات السكر في الدم ويسمح للجلوكوز بدخول خلايا الجسم ومدّه بالطاقة. في حالة السكري نوع الثاني، تسهم البدانة في تعزيز مقاومة الأنسولين. ولدى الأشخاص المصابين بالسكري، تبقى مستويات الجلوكوز مرتفعةً في مجرى الدم ما يؤدي إلى ارتفاع السكري (ارتفاع السكر في الدم). والأشخاص المعرضون للخطر هم بشكل عام الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، والأشخاص فوق الأربعين عامًا، والأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو البدانة والذين يتبعون نمط حياة خامل. ويذكر هنا أن الكثير من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني لديهم وزن زائد وهذا عامل مهم يسبب السكري.
بفضل أساليب العلاج العصرية للسكري من النوعين الأول والثاني بات بإمكان المصاب أن يعيش حياةً طبيعيةً، ولكن بالطبع مع إضفاء بعض التغييرات على نمط حياته مثل اختيار المأكولات بحذر وممارسة التمارين ومراقبة السكر في الدم ووضع الجداول الزمنية والتخطيط. سيجيب طبيبك واختصاصي التغذية على كافة الأسئلة التي قد تخطر لك، حيث أن تعلّم التعامل مع السكري قد يسبب لك التوتر في البداية. وتذكر أنه بقدر تأثير السكري على نوعية حياتك، يمكن أيضاً لنوعية حياتك أن تؤثر على السكري. وإن اعتنيت بنفسك عبر اتباع نظام غذائي متوازن وصحي ومارست التمارين الرياضية بانتظام، ستكون قادراً على التعامل مع السكري عندها أيضًا. .
الأنسولين هرمون ينتجه البنكرياس هدفه الأساسي نقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم حيث يستخدم لإنتاج الطاقة. إن الأنسولين أساسي لتمكين الجلوكوز الموجود في الطعام الذي نأكله من المرور من مجرى الدم إلى خلايا الجسم من أجل انتاج الطاقة. وتتفتت كافة الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات إلى جلوكوز في الدم. وحين لا ينتج الجسم الأنسولين، تصبح الخلايا عاجزةً عن امتصاص الجلوكوز، ويبقى، في النتيجة، في مجرى الدم مسبباً ارتفاعًا في معدل السكري في الدم أو فرط السكر في الدم. ويشكل الجلوكوز مصدر الطاقة الأساسي في الجسم لذا يمكن لارتفاع معدلات الجلوكوز في الدم أن تسبب أعراضاً مثل العطش المفرط والجوع وفقدان الوزن والإرهاق. وعلى المدى البعيد، ترتبط مستويات الجلوكوز المرتفعة بضرر يلحق بالجسم وخلل في أعضاء وأنسجة مختلفة.
نظر إلى البدانة بشكل عام على أنها عامل الخطر الرئيسي المسبب للسكري من النوع الثاني. حيث أن زيادة الوزن تزيد من خطر مقاومة الأنسولين لأن الدهون تتعارض مع قدرة الجسم على استخدام هذا الأنسولين. يؤدي اكتساب الوزن إلى ازدياد الدهون داخل منطقة البطن، بما يعرف بالدهون الحشوية التي لا يمكن رؤيتها أو لمسها، ولكن وجودها يغير أيض الجسم ويجعله عرضةً للمتلازمة الأيضية التي تشمل السكري وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
غالبًا ما يكون السكري مصحوبًا بمضاعفات خطرة تصيب القلب والعينين والأوعية الدموية والكليتين والقدمين والأعصاب. إن أمراض العينين الناجمة عن السكري بما فيها اعتلال الشبكية المتصل بالسكري مسبب أساسي للعمى ينجم عن التلف المتراكم في الأوعية الدموية الصغيرة في القرنية. بعد المعاناة من السكري لمدة 15 عامًا، يصاب حوالي 2% من الأشخاص بالعمى وقد يصاب 10% منهم بمشاكل بصرية خطيرة. إن الاختلال العصبي السكري هو تلف يلحق بالأعصاب نتيجة السكري ويصيب حوالي 50% من الأشخاص الذين يعانون من المرض. وعلى الرغم من أن مضاعفات عديدة تنجم عن الاختلال العصبي السكري، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعًا هي الوخز والألم والخدر أو الضعف في القدمين واليدين. وإلى جانب تراجع تدفق الدم، فإن الاعتلال العصبي في القدمين يزيد من خطر الإصابة بتقرحات القدمين وقد يؤدي بالتالي إلى بتر الأطراف. كذلك، يعتبر داء السكري من المسببات الرئيسية للفشل الكلوي، إذ أن ما بين 10 إلى 20% من الأشخاص الذين يعانون من السكري يتوفون نتيجة الفشل الكلوي. يزيد السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. والأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني هم أكثر عرضة مرتين للإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من السكري. وتعتبر أمراض القلب الوعائية من المسببات الرئيسية لوفيات السكري وهي مسبب لحوالي نصف الوفيات في بعض البلدان. وبشكل عام، فإن خطر الوفاة المبكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري يقدر بضعفيّ الخطر لدى الأشخاص السليمين. وبحسب الإحصاءات فإن الوفيات المتصلة بداء السكري تشكل 31% من إجمالي الوفيات في الإمارات العربية المتحدة. وعلى المستوى العالمي، يعتبر السكري ومضاعفاته من المسببات الأساسية للوفاة المبكرة في معظم الدول. إلا أن تقدير عدد الوفيات المحدد المتصل بالسكري أمر صعب لأن أكثر من ثلث الدول لا تتوفر لديها أي بيانات حول الوفيات وليس من السهل دائمًا تحديد ما إذا كان السكري المسبب الرئيسي للوفاة.
نعم، مع البدانة يزداد خطر الإصابة بالسكري - ويشمل ذلك الأطفال. وأهم ما يمكن للأهل القيام به هو تشجيع أطفالهم على انتهاج نمط حياة نشط، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وقد يشمل ذلك ممارسة رياضة ما بشكل منتظم أو حتى المشي السريع لثلاثين دقيقة يوميًا أو القيام بالأعمال المنزلية. يجب أن يحرص الأهل على أن يتبع أبناؤهم نظاماً غذائياً صحياً يضمّ أطعمةً قليلة الدهون وغنية بالمغذيات مثل الفاكهة والخضار. وفي الوقت نفسه على الأهل أن يحدّوا من المشروبات والمأكولات الغنية بالسكر مثل الحلويات والشوكولاتة والمشروبات الغازية. إن كنت قلقاً حيال ما إذا كان ابنك يعاني من البدانة وهو في خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، عليك أن تصحبه لزيارة الطبيب أو اختصاصي التغذية الذي سينصحك حول كيفية التعامل مع وزن ابنك وغيرها من الشؤون الصحية العامة.
بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الثاني، لا يشكل الصوم في شهر رمضان أي خطر طالما أنهم يستعدون له جيدًا ويناقشون الأمر مع الطبيب. ولكن الصيام ليس آمنًا لجميع المصابين بالسكري، إذ إن قدرتك على الصوم تعتمد بشكل أساسي على الأدوية التي عليك تناولها. كما ترتبط هذه القدرة أيضًا بمدى السيطرة على السكري الذي تعاني منه، على الأخص إن كنت عرضةً لتكرر الإصابة بفرط السكري أو انخفاض السكري. يجب أن تدرك أهمية تقييمك الطبي قبل البدء بالصوم في حال كنت تتناول دواءً ما. سيساعدك الطبيب على وضع خطة للصوم تناسبك. إن الأشخاص بالسكري من النوع الأول هم أكثر عرضةً للخطر عند صيام شهر رمضان المبارك. ومن المهم جدًا أن يخضع المرضى المصابون بالسكري من النوع الأول الذين ينوون الصوم للإشراف، وأن تتم مراقبة مستوى السكر في الدم لديهم باستمرار من أجل الحدّ من المخاطر
كلا، لا حاجة لذلك. في الواقع يجب أن تبقي النظام الغذائي الذي تتبعه في رمضان بسيطًا وألا يختلف عن نظامك الغذائي الطبيعي، على أن الفارق الوحيد هو الوقت الذي تأكل فيه بدل كمية الطعام الذي تستهلكه أو نوعه. اتبع طريقة الطبق الصحي حرصًا على نظام غذائي متوازن. إن وجبة الإفطار هي الوجبة التي يتناولها الصائم بعد يوم الصوم عند غروب الشمس. ومن المهم أن يكون الإفطار وجبةً ولا يتحوّل إلى مأدبة. ويجب أن تحرص جيدًا على تناول ما يكفي من الشراب ليظلّ جسمك رطبًا في ساعات الصوم..
وهنا لا بدّ من الحذر من ارتفاع السكري في الدم بعد الإفطار، على الأخص بعد تناول الحلويات. وسيخبرك الطبيب عن المأكولات التي يستحسن أن تتناولها على الإفطار والسحور.
يصيب داء السكري الناس من كافة الأعمار. وفي السنوات الماضية شهدنا انتشارًا واسعًا للمرض ضمن كافة الفئات العمرية، وبالأخص السكري من النوع الثاني. بالنسبة لداء السكري من النوع الأول، فهو مرض مناعة ذاتية يظهر بشكل عام قبل بلوغ سنّ الرشد ويرافق الإنسان طوال حياته. من ناحية أخرى، ينجم السكري من النوع الثاني بشكل أساسي عن أسلوب الحياة الخامل واكتساب الوزن والوراثة. ومن المعروف أن البدانة في الطفولة تزيد خطر الإصابة بالسكري نوع الثاني مع التقدم في السنّ. وقد سُجل ارتفاع في حالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الشباب نتيجة العوامل ذاتها التي تصيب البالغين بالأخص البدانة الناتجة عن الخمول والنظام الغذائي غير الصحي. وبات السكري من النوع الثاني لدى الأطفال يتحول سريعًا إلى مسألة صحة عامة عالمية لها عواقب صحية خطرة. مع ذلك، لا تزال الفئة العمرية بين 40 و59 عامًا تشكل أغلبية المصابين بالسكري من النوع الثاني. وفي دولة الإمارات، نأمل من خلال حملة الصحة العامة التي أطلقناها "السكري - معرفة - مبادرة" أن نتمكن من مساعدة الأطفال والبالغين الذين يتعايشون مع السكري أو المعرضين له على تبني أسلوب حياة صحي وعكس هذا الاتجاه الصاعد.
تظهر التقديرات الحالية والتوقعات للعقد المقبل أن النساء هنّ أكثر إصابةً بالسكري. إذ يظهر أن نسبة النساء المصابات تزيد بـ 10% عن الذكور. كما أن كثيراً من النساء هنّ في مرحلة مقدمات السكري، حيث إن نسبة النساء أكبر بـ 20% من الرجال في هذه المرحلة.
يقدر الاتحاد الدولي للسكري أن أكثر من نصف المصابين بداء السكري في العالم غير مدركين لمرضهم، ومعظم هذه الحالات هي إصابات بالسكري من النوع الثاني. وهناك اتجاه مماثل في دولة الإمارات، حيث يقدر الاتحاد الدولي للسكري أن أقل من نصف الأشخاص الذين يعانون من السكري بقليل، لا يدركون أنهم مصابون بالمرض. . اضغط هنا للاطلاع على أحدث الأرقام من الاتحاد الدولي للسكري