أكد أخصائيون بارزون بأن مرضى السكري من بين الأشخاص المعرضين بصورة أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات صحية جسيمة في ظل تفشي فيروس كورونا المُستجد كوفيد – 19، موصيين المرضى بأهمية اتخاذ المزيد من الإجراءات للتحكم بمستوى السكر في الدم وإدراة حالتهم الصحية على النحو المطلوب.
وأوضحت الدكتورة سارة سليمان، استشاري الغدد الصماء في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أن مرضى السكري بحاجة إلى رعاية صحية خاصة في ظل ما يشهده العالم من تفشي لفيروس كوفيد – 19، لضمان عدم تعرضهم لأي عوامل قد تساهم في إصابتهم بهذا الوباء الخطير، مشدداً على ضرورة زيادة اهتمام مرضى السكري بحالتهم الصحية وضمان التحكم بمستوى السكر في الدم لتجنب أي مشاكلات صحية، إلى جانب الالتزام بتطبيق الإرشادات العامة مثل غسل اليدين والابتعاد عن أماكن التجمعات.
وقالت الدكتورة سليمان: "تزيد تقلبات نسبة السكر في الدم في الأحوال العادية من احتمالية خطر مضاعفات أخرى، وفي ظل انتشار فيروس معدي مثل كوفيد - 19 فهذا يعني أن المضاعفات قد تكون أسوء بكثير، بسبب عدم قدرة الجسم على مكافحة الفيروس بصورة مثالية. إضافة إلى أن زيادة الالتهابات الفيروسية قد تتفاقم في حال ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى مستويات عالية، مما يجعل الحالة أكثر سوءاً".
مضيفتاً: "يعتقد بعض الخبراء أنه إذا تم التحكم بنسبة السكر في الدم بشكل جيد، إضافة إلى عدم وجود حالات أخرى مرتبطة بمرض السكري مثل أمراض القلب، قد لا يكون هناك فرق كبير بين الآثار التي يسببها فيروس كوفيد - 19 لمرضى السكري والناس الآخرين". وفي هذا السياق، أكدت أنه لا يجب الاعتماد بشكل مطلق على هذا الاعتقاد قائلة: "بالرغم من ان هذا الاعتقاد يبدو منطقياً، إلا أنه من السابق لأوانه اعتماده في الوقت الحالي، وإنّ على مرضى السكري إيلاء اهتمام أكبر بمسألة التحكم بمستويات السكر في الدم، وإدارة حالتهم الصحية خلال فترة الوقاية من هذا الوباء".
ونصحت زميلتها الدكتورة مهجة الشيخ، استشاري الغدد الصم ومرض السكري في المركز ، المرضى بمراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام، ويستدعي ذلك قياس مستوى السكر في الدم كل أربع أو ست ساعات على الأقل في حال الشعور بوعكة صحية أو كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة جداً (أعلى من 250 مجم / ديسيلتر)، أو منخفضة جداً بشكل متكرر (أقل من 70 مجم / ديسيلتر).
وأضافت: "في مثل هذه الحالات يجب على المريض الاتصال مباشرة بالطبيب أو الممرض المختص بأمراض السكري لطلب المساعدة وإجراء تعديل على الأدوية، خاصةً إذا كانت الحالة الصحية جيدة، والأهم من ذلك، يجب عدم التوقف عن تناول أي دواء بدون استشارة الطبيب".
ونوّهت الدكتورة الشيخ إلى أن الأمر الآخر الذي يجب على مرضى السكري أخذه بعين الاعتبار هو وضع خطة طوارئ يتم اللجوء إليها عند الحاجة، لا سيما عندما يتطلب الأمر خضوع المريض للعزل الذاتي بشكل كامل، مشيرة إلى ضرورة استعداد مرضى السكري ذهنياً في حال استلزمت حالتهم الصحية الابتعاد عن باقي أفراد الأسرة، كما يجب التأكد من توفير كل الإمدادات الكافية من الطعام والمواد الأساسية الأخرى، إضافة إلى جميع أدوية مرض السكري، بما في ذلك الأنسولين، وشرائط اختبار الدم، والإبر والمستشعرات، وأي مستلزمات أخرى يحتاجون إليها عادةً.
وشدّدت الدكتورة الشيخ على أنه في حال شعور مريض السكري بأن حالته الصحية ليست على ما يرام، يتعين عليه اتباع الإجراءات الاعتيادية التي يقوم بها عادة عند شعوره بالتعب، والتي تشمل الحرص على شرب الماء وعدم التوقف عن تناول الأدوية.
واختتمت الدكتورة الشيخ بالتأكيد على أنه في حال اشتباه المريض بإصابته بالفيروس الجديد، أو ظهرت عليه أية أعراض تحذيرية أخرى مثل ارتفاع مستويات الكيتونات وارتفاع أو انخفاض مستويات الجلوكوز بشكل مستمر، فيجب عليه الاتصال بشكل فوري بالجهات الصحية المختصة ورؤية الطبيب المختص.
علامات تحذيرية: متى يجب التواصل مع الهيئات الصحية
إذا ظهرت أي من الأعراض التالية على مرضى السكري يجب الاتصال بالمركز الصحي المختص للاستفسار عن الإجراءات الصحية الفورية الواجب اتباعها: