اجتمع ممثلون عن الاتحاد العالمي للسمنة وشبكة مبادلة للرعاية الصحية وعدد من مراكز الرعاية الصحية المحلية مع ممثلي الجهات الصحية الرسمية في الإمارات العربية المتحدة، يوم أمس، على هامش فعاليات الدورة الثالثة لمؤتمر الإمارات للسمنة 2021، لمناقشة ووضع اللمسات الأخيرة لخطة تنفيذ التوصيات والمبادئ التوجيهية الجديدة حول علاج السمنة وإدارتها في دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان
ويأتي تقرير "التوصيات والمبادئ التوجيهية الإقليمية لعلاج مرض السمنة لدى البالغين وإدارته في منطقة الخليج ولبنان" تتويجاً للجهود التي بذلها الاتحاد العالمي للسمنة وخبراء طبيون من مؤسسات طبية مرموقة من جميع أنحاء المنطقة منذ شهر ديسمبر من العام 2019، حيث تم آنذاك الاتفاق على المبادئ التوجيهية خلال اجتماع عُقد في مسقط بسلطنة عُمان، ليتم بعد ذلك صياغة التقرير وإطلاقه افتراضياً في شهر أكتوبر من العام الماضي خلال الدورة الثانية من مؤتمر الإمارات للسمنة الذي استضافته العاصمة أبوظبي. وأوصى المشاركون في الاجتماع بأهمية وضع خطة خاصة بكل بلد لتنفيذ المبادئ التوجيهية الجديدة والمضي قدماً في التوصيات الواردة في التقرير المنشور
وحظيت المبادئ التوجيهية الإقليمية التي أُعلن عنها على مباركة ودعم الاتحاد العالمي للسمنة بفضل المساهمات والجهود التي بُذلت من قبل سعادة الدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة، ومجموعة خبراء التوصيات التوجيهية الإقليمية في دول الخليج ولبنان، والتي تضم ثلاثة أخصائيين من شبكة مبادلة للرعاية الصحية، وهم الدكتورة سارة سليمان من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، والدكتور محمد الحداد من مستشفى هيلث بوينت، والدكتور وائل المحميد من مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، والذين كانوا ممثلين لدولة الإمارات العربية المتحدة
وتعليقاً على مخرجات الاجتماع، قال البروفيسور جون ويلدينغ، رئيس الاتحاد العالمي للسمنة: "يسرنا رؤية التقدم الملحوظ الذي شهدته منطقة الخليج فيما يتعلق بتحديد وتحسين آليات الوصول إلى العلاجات وخدمات الرعاية الصحية لمرضى السمنة بعد إصدار التوصيات التوجيهية الإقليمية خلال العام الماضي بمشاركة نخبة من الخبراء الطبيين في المنطقة. وقد شكلت صياغة هذه المبادئ خلال فترة الجائحة إنجازاً مهماً للغاية نظراً للتأثير والمضاعفات الخطيرة التي عانى منها أولئك الذين يعيشون مع مرض السمنة"
وحول أهمية تطبيق المبادئ التوجيهية الإقليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أشارت سعادة الدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة من جانبها لأهمية انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثالثة قائلة:" تعد السمنة من اصعب التحديات التي نواجهها، كونها احد عوامل الخطورة الرئيسية في غالبية الامراض المزمنة، ونعمل في مركز ابوظبي للصحة العامة ضمن خططنا واستراتيجياتنا الواضحة على تقليل نسب السمنة وزيادة الوزن، حيث قام المركز في 2020 بتوقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد العالمي للسمنة بهدف دعم الأبحاث المتعلقة بالوقاية من السمنة، ورفع درجة الوعي المجتمعي من أجل اتباع أسلوب حياة صحي والتعاون في تطوير البرامج التعليمية والتدريب العملي وعقد المؤتمرات ذات العلاقة، ومن هنا جاء دور المركز للمساهمة بشكل أكبر في هذا المؤتمر ودعمه بكل الطرق المتاحة"." أضافت سعادتها: " ومن خلال المؤتمر، يقوم أصحاب الاختصاص بالتركيز على أهمية مناقشة الحلول التي لها أن تخدم أهدافه وتسهم في تطوير أساليب علاج السمنة الجديدة ونشر الوعي عنها بالإضافة إلى تزويد المشاركين من مقدمي الرعاية الصحية بأحدث المعلومات الطبية في علاج المرضى وإدارة الأمراض المختلفة الناجمة عنه ومناقشة الحالات التي تتطلب تحويلها إلى الاختصاصيين في المجالات الطبية المختلفة."
وبدورها قالت الدكتورة سارة سليمان، استشارية الغدد الصماء والسكري في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري: "بالنظر إلى أن مرض السمنة يشكل واحداً من أكبر تحديات الصحة العامة في معظم الدول، يسرنا المساهمة بدور حيوي في زيادة مستوى الوعي المجتمعي حول السمنة باعتبارها مرضاً وليس خياراً لنمط الحياة، إلى جانب تعزيز أهمية توفير آليات لتشخيص مرض السمنة في جميع مرافق الرعاية الصحية بما يتيح التدخل المبكر لعلاج المرض وإدارته"